هناك عشرات الوسائل التي يستطيع الزوج استفزاز زوجته بها ، وإخراجها عن شعورها، وإصابتها بالإحباط والتوتر والعصبية، وعلى الجانب الآخر، فإن الزوجة تمتلك أيضا مئات الوسائل والطرق لتحويل حياة زوجها إلى جحيم.
من هذه الوسائل والطرق إظهار الوجه العبوس الغاضب، واستخدام الكلمات الساخرة اللاذعة وأحيانا الجارحة، وتعمد تكرار الأقوال والأفعال التي تضايق الطرف الآخر، وإثارة مشاعر الغيرة، أو حتى الشك، إلا إن أسوأ الأسلحة وأصعبها، والتي يحارب بها الزوجان بعضهما البعض، وبالرغم من رفض أي من الطرفين استخدام هذه الطريقة ضده، إلا أنه لا يتورع هو عن استخدامها ضد شريكه، ألا وهو سلاح الصمت.
والحقيقة إن كلا الزوجين مسكين، فكلاهما صامت وغاضب، وكلاهما صامت وخائف، وكلاهما صامت ويعاني، كما أن كليهما لا يمتلك فطنة لحل المشكلة، فالخطأ الفادح الذي يقع فيه الزوجان هو استخدام ذلك السلاح في معالجة المشكلات، وهو سلاح يعقد الأمور ولا يحلها، فالصمت يصنع مساحة من الفراغ بين تفكير الزوجين، تسمح للشيطان باللعب فيها، فيصور لكل منهما على حدة، أنه المظلوم، وأنه الضحية، ولولا صبره وتحمله لانهار بيت الزوجية، بل – وفوق ذلك – يحمل الطرف الآخر المسؤولية المباشرة عن المشكلات، وما آلت إليه حياتهما، ونتيجة عدم فتح قناة حوار، أو تعبير عن الآلام والمخاوف والهموم بنبرة هادئة ودودة، تتراكم المشكلات البسيطة وتتعقد، ومع الوقت يصعب حلها.
فكيف يطلب كل طرف أن يراعي الطرف الآخر مشاعره وأحاسيسه، وأن يفعل ما يحبه ويريده، وأن يبتعد عن كل ما يغضبه، وأن يكون حساسا للدرجة التي يفهم فيها ما بداخله، كيف يفعل كل ذلك دون أن يرسل إليه إشارات خضراء إيجابية عن ما يحبه، وإشارات حمراء سلبية عن ما يكرهه، لابد من إظهار الأحاسيس الداخلية، لابد من التعبير عن الشكوى، وإيصال القلق والمخاوف للطرف الآخر.
الصراحة والوضوح أفضل الطرق للقضاء على المنغصات الزوجية في مهدها قبل أن تتراكم، أما الصمت والتجاهل فيولد الاستفزاز، والاستفزاز يولد العناد، والعند كما أنه يولد الكفر، فإنه يقتل المودة بين الزوجين.