عوامل كثيرة لابد أن تتوافر حتى يتحقق النجاح، منها الإرادة، وبذل الجهد والمثابرة والاجتهاد، ومنها القدرات الخاصة وتنميتها، ومنها الإيمان بأن النجاح توفيق من الله، وعوامل كثيرة أخرى، إلا أن قناعتي الشخصية أن عامل الإرادة من أهم الأسباب الأساسية لتحقيق النجاح، فلكي نحقق طموحاتنا وآمالنا وأحلامنا التي نسعى إلى تحقيقها في هذه الحياة، نبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس، ولكن ذلك لا يتحقق إلا بالتسلح بالإرادة الصادقة والقوية للوصول للهدف.
فلماذا يتفوق طالب واحد من بين الطلاب المتقاربين في المستوى الدراسي؟ الإجابة ببساطة لأن هذا الطالب تفوق على أقرانه بقوة الإرادة، حدث نفسه بالتفوق وحفزها على ذلك، بات يحلم فكبر حلمه أمامه، حتى تخيل صورته ورسمها أمام عينيه وهو يُكَّرم في حفل ختام العام الدراسي، وشيئا فشيئاً يتحقق الحلم ويصبح حقيقة، بقوة الإرادة.
النجاح يعتمد على ما لدى الإنسان من إرادة وعزيمة، ويعتمد على المثابرة على هذه الإرادة وتجاوز كل المعوقات التي قد تواجه الهدف، فأي هدف يريده الإنسان لابد أن يواجه صعوبات متعددة، هذه الصعوبات قد تقتل الإرادة والعزيمة، وقد تغتال الهدف من الأساس، إذا تسرب اليأس إلى الإنسان، فاليأس هو عدو النجاح، واليأس هو عدو تحقيق الأهداف، اليأس هو العدو اللدود للإرادة والعزيمة.
وتلعب الإرادة دورا مهما في تحقيق الإنسان طموحاته وتطلعاته للمستقبل، فالإرادة هي الدافع الرئيسي للإنسان لتحقيق أحلامه وآماله، بل هي السلاح والذخيرة التي على الإنسان أن يتسلح بها، دون خوف من العقبات أو المجهول، فكل طريق أو نفق مظلم لابد من وجود بصيص أمل ونور في نهايته، قد يصل إليه الإنسان إذا تسلح بالإرادة، لأن إرادة الوصول إلى هذا البصيص هي أولى خطوات النجاح إلى فضاء أوسع وأرحب.
ولا أبالغ إذا قلت إن الإرادة تتفوق أحيانا على القدرات، إلا أن ذلك لا يدوم، فإذا حدث ذلك مرة أو أكثر فلا نستطيع أن نعمم ذلك ونعتبره واقعا يمكن القياس عليه، وإلا فلا عزاء للعمل والجهد والمثابرة، ولا عزاء للإمكانيات والقدرات والمواهب.
تجلت هذه الفكرة عندما لعب المنتخب المصري المصنف رقم 40 على مستوى العالم مع المنتخب الإيطالي حامل لقب كأس العالم، فتلاعب به، وتفوق عليه وهزمه، وهذا بمنطق الأرقام مستحيل، لكن قوة الإرادة والعزيمة التي تسلح بها المصريون هي ما أذاب الفوارق المهارية الرهيبة بين المنتخبين، أذاب التاريخ والأرقام وكل ما هو منطقي، لكن ولأن الإرادة وحدها لا تكفي لتحقيق التفوق الدائم، سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها، وخسر المصريون وخرجوا من المنافسة!!