يحاول الناس قديما وحديثا وصف شخصيات الآخرين بأوصاف مختلفة تحديدا و تمييزا للأفراد والبعض يصف الشخصية بالقوة أو الضعف أو الهدوء أو العصبية – والآخرين قد يصلوا بأوصافهم إلى الاعتدال حينما يصفوا البعض بأن لديهم شخصية طبيعة – وهذا بالطبع ليس وصفا علميا دقيقا لأنه في الحقيقة لا يوجد لدينا مصطلح يسمى شخصية طبيعة لأنه ببساطة لا يوجد فى الأحاسيس والتفكير والتصرفات ما يمكن أن يجمع عليه الناس بأنه طبيعي أو غير ذلك فالفكرة التي يقتنع بها بعض الناس عن إيمان عميق يرفضها الآخرون ويعتبرونها غير صحيحة ومشاعر الحب التى يكنها بعض البشر لبعض الشخصيات يقابلها مشاعر الحقد والكراهية من أناس آخرين وهكذا إذا نستطيع أن نقول أنه لا يوجد لدينا خط بياني واحد تشير عليه البشرية فى حكمها على الأمور وهذا على خلاف تقنين أمور أخرى فى الطب مثل ضربات القلب حيث أجمع العلماء على أن الطبيعي أن يضرب القلب حوالى 72 ضربة بالدقيقة أو درجة الحرارة أو ضغط الدم حيث يتفق فى هذه الظواهر الجسدية كل البشر تقريبا – ومن يشذ عن الطبيعى يعتبر فى جانب المرض .. بينما الوضع أن جميع الصفات الشخصية توجد في كل إنسان – ولكنه نتيجة عوامل وراثية – وبسبب التربية والتنشئة وبسبب الخبرات التعليمية التى يمر بها – والبيئة التى يعيش فيها وبسبب عوامل كامنة في داخله ومولود بها فأن هناك لدى كل إنسان ميل شخصى لاختيار وتفضيل بعض من هذه الصفات والسمات التى يجيد استخدامها فى حياته والتى تتناسب مع طبيعة وتركيبة نفسه وجسده وحياته وبيئته ولذلك قد يكون هناك أخوان نشئا فى نفس العائلة ونفس الظروف ولكن كلا منهم يميل إلى صفات تختلف عن الآخر – والمقياس هنا فى مجال الصحة النفسية يعود إلى درجة التكيف مع الواقع والحياة – فكلما شعر الإنسان أن شخصيا وسماته الشخصية تساعده على إنجاز مقتضياته فأن هذا دليل على تكامل الشخصية والعكس صحيح وليس من المفروض أن يشعر الإنسان بالرضا والنجاح وهو يرى الآخرين يتألمون من حوله بسبب سلوكه وتصرفاته ويحاول هو أن يبرر لنفسه ويضع الحجج التى تقنعه إنه على صواب – هنا تمكن المشاكل وتعتل الشخصية ويفقد الإنسان القدرة على التكيف مع الآخرين أو التطور إلى الأفضل . بينما الشخص الذى يرى سعادته فى عيون الآخرين – ويراجع نفسه من خلال ما يراه من حوله ونتائج أعماله وتصرفاته – ولديه دائما القدرة والمرونة على تعديل سلوكياته غالبا هو الشخص الذى يتمتع بالشخصية المتكاملة التى تجلب له الصحة النفسية والسعادة .
Tags: ضياء السعيد
Share this post